أنا حُـــر

Saturday, July 29, 2006

مبارك & نور ,, والعكس







تخيل معى .. ماذا لو كان ايمن نور رئيس حزب الغد المحبوس حاليا هو رئيس جمهورية مصر العربية ويحتل حزب الغد محل الحزب الوطنى حالياً .. وتخيل معى ايضا لو كان مبارك هو رئيس الحزب الوطنى وهو زعيم المعارضة .. تخيل الموقف كده !!

اكيد ستجد مبارك يحل على جميع البرامج الفضائية وعلى الصحف المعارضة والمستقلة فقط نظراً لان الجرائد القومية هتكون موالسة لأيمن نور الرئيس .

" مبارك يقول : الحكومة تخدعنا .. وتكتم افواهنا .. تحبس الصحفيين الاحرار .. وتقتل حرية الاعلام !! " .. حتما كنت ستجد هذا المانشيت فى معظم جرائد المعارضة والمستقلة ولتكن مثلا جريدة صوت الامة .. وستجد ايضا ابراهيم عيسى فى مقاله بجريدة الدستور يكتب عن " قديس الحرية .. مبارك " .. وستجد ايضا مبارك ضيفاً على برنامج القاهرة اليوم مع عمرو اديب وخيرى رمضان ليتحدث عن سبل الحرية المنشودة وبالطبع ستجد عمرو اديب يقول من هول الحقائق والكلام الثورى الذى يطلقه مبارك فى الحلقة " انا كده مش هذيع حلقة بكرة !! " .
ايضا تخيل معى الموقف .. مبارك يتقدم الصفوف فى الوقفة الاحتجاجية للقضاة .. بل ويمسك بميكروفون صغير ليتحدث بكلماته الثورية لتصبح الوفقة مظاهرة اكثر حماساً .. وتجده فى اليوم التالى على سلم نقابة الصحفيين يقف معهم مطالباً بحرية التعبير والصحافة والغاء الحبس .. بل ويجد احد قوات الامن يعتدى على احدى الصحفيات لتجده يبذل قصار جهده لحمايتها من براثن هذا الشرطى الوقح مستقبلا عنها بعض اللكمات .
مع التخيل ايضا .. بصفة ان مبارك رئيس الحزب الوطنى هو المعارضة بالطبع ستجد جريدة الوطنى اليوم تنفذ طبعاتها فور صدورها وتجد تهافت الناس عليها لقراءة مقال مبارك الجديدة فى عاموده الاسبوعى " حرية رأى " والذى بالطبع ستجده بعدها على ايميلك الخاص عن طريق احد الاصدقاء وستجد بالطبع جريدة الوطنى اليوم هى منبر الحرية والديمقراطية التى ينشدها الناس بينما تجد جريدة الغد مثلما تأت لبائع الجرائد مثلما تسترجع كاملة دون بيع اى عدد .. بل قد تجدها يوماً ما تلتف كقرطاس لتأخذ فيها طعمية .

وفى جريدة آفاق عربية تجد صورة تتصدر الجريدة يظهر فيها مبارك وهو يصافح مهدى عاكف مرشد الاخوان وذلك فى جلسة ود تجمعهما بعد صلاة الجمعة من كل اسبوع .. وستجد ايضا مبارك يسأل ويطالب فى ثورة ان يعلن ايمن نور رئيس الجمهورية عن ابراء ذمته المالية .. ومن اين له من الطائرات والسيارات والشركات والقصور وهذا الثراء الفاحش .. وستجد بالطبع مبارك يعتلى المنصة مع احمد فؤاد نجم ومحمد عبد القدوس فى امسية شعرية للاحتفال بخروج بعض الصحفيين والمدونين من المعتقل السادى لديكتاتور الدولة ايمن نور .
وبالطبع ستجد يوم زفاف جمال مبارك ابن زعيم المعارضة الشهير هو يوم عيد وطنى للحرية والديمقراطية والشفافية وستجد كل شعب مصر فى حفل الزفاف الذى يقام فى ميدان عابدين .. بل وستجد المناضل جمال مبارك فى يوم "الصباحية " يقف فى شجاعة على سلم نقابة الصحفيين يشارك فى المظاهرة الجديدة لحركة كفاية .

اكيد فى لسه تصورات كتيرة فى ان مبارك لو كان معارضة

Wednesday, July 05, 2006

دعهم يقلقون منامك




(1)

ألم


يستيقظ فجراً .. يصلى .. يرتدى ملابس العمل .. يحمل أدواته .. ويخرج إلى الشارع ليمارس مهنته كعامل للنظافة .. بين الحين والآخر يقابل الزملاء .. دون سلام او تحية يتبادلا إلقاء النكت .. والتحدث فى السياسية دون علمهم بها .. والشكوى من سوء المعيشة .. يرتاح بعض الشىء .. ينتهى من عمله ويعود إلى المنزل .. يخلع ملابس العمل .. ويستكمل الألم ..

(2)

غضب

كل يوم فى العمل يوبخه المدير ويقلل من شأنه أمام الموظفين .. وهو يكظم غيظه ويرد عليه بإبتسامة باهتة ويقول " روق بالك بس يا أستاذ مسعد " .. يعرف أنه لم يعد قادراً على كظم غيظه أكثر من ذلك .. وأنه اليوم سينفجر فى وجه المدير .. يجلس على مقعده .. ينتظر اللحظة الحاسمة .. ومثل كل يوم دخل المدير ووبخه وقلل من شأنه أمام الموظفين .. إستجمع كل قوى غضبه .. وتحرك من مكانه .. فتمخض غضبه إبتسامته الباهتة المعتادة و " روق بالك بس يا أستاذ مسعد " .

(3)

جريدة


مثل كل يوم وفى نفس المكان ونفس الموعد يجلس على نفس الكرسى ليقرأ نفس الجريدة .. نفس إبتسامة الإرتياح التى تُرسم على وجهه عندما ينتهى من تصفح الجريدة .. نفس الشعور الذى يراوده يومياً بأن الوضع فى تقدم مستمر .. يتحرك من مكانه ليمارس رياضة المشى .. يسأله أحد الأصدقاء
- البلد عاملة إيه النهاردة ؟؟- الحمد لله .. الوضع فى تقدم مستمر
يستكمل سيره .. وعند نفس صندوق القمامة .. يتخلص من جريدته .

(4)

طفلة


الطفلة الصغيرة التى تدور فى شوارع المدينة تنقب فى مخلفات المنازل من قمامة بحثاً عن اى شىء تذهب به الى " المعلم حمدى " كى يعطها بعض المال مقابل هذه البقايا .. فلا تصرف منه الكثير وتدخر معظمه حتى يأتى يوم الثلاثاء من كل أسبوع فتذهب الى بائع الجرائد لتشترى أحدى كبرى مجلات الأزياء فترى الفساتين الكلاسيكية وبريق الذهب والماس واعلانات السيارات الفاخرة .. الطفلة التى مازالت تبحث لها عن أب وأم .. اليوم بعد أن ذهبت لبائع الجرائد لتشترى مجلتها المفضلة وتعدو الشارع إصطدمت بإحدى السيارات فماتت وهى تحضن المجلة .

(5)

عازف


عازف على آلة الكمان .. يعزف فى فرقة خلف مطرب يعرف أن صوته أجمل منه بكثير .. وألحانه أرق بكثير من ألحان ذلك المطرب الشاذة .. مازال ينتظر الفرصة .. لا يسعى إليها بل ينتظرها .. يوماً ما قرر إنتزاع الفرصة .. إنتزعها حقاً .. اليوم هو مطرب مشهور خلفه عازف للعود يعرف أن صوته أجمل بكثير من مطرب الفرقة . وألحانه أرق بكثير من ألحان عازف الكمان السابق الشاذة .. مازال ينتظر الفرصة .

تمت