أنا حُـــر

Friday, May 19, 2006

المتدين فى السينما المصرية




بحكم متابعتى الجيدة للسينما المصرية بمختلف مراحلها حاولت أن افكر فى موقف المتدين فى السينما المصرية
والحقيقة النتيجة كانت لا تسر عدو ولاحبيب .. فالمتدين دائما فى السينما المصرية ذو لحية طويلة وتكشيرة كبيرة على جبينه ويمسك بمسبحة لمجرد اللعب بها دون اى تسبيح وهو ظالم او حرامى او صاحب شركة توظيف اموال او صاحب مساكن شعبية تغش فى مواد البناء او بائع للوهم وهو جحود , عصبى جدا لا يشاركه احد فى الرأى وهو صاحب الرأى الاوحد الصواب , زير نساء بعض الاحيان وهو قاتل وهو ايضا سياسى لا يفقه شىء فى السياسة سوى البحث عن حكم اسلامى صارم وهو يحرم كل شىء ويصدر الاحكام الدينية من خياله وهو محامى للجماعات الاسلامية والارهابية وهو طماع وامير جماعة ارهابية وهو ايضا طالب بسيط دخل الخلايا الاسلامية المتشددة والارهابية ويقتل المشاهير ويذبح الاطفال ويفجر الاماكن العامة دون وعى حيث أن على عينه غشاوة .

كل هذه صفات المتدين فى السينما المصرية والدراما المصرية عموماً .. وان كنت لا تثق فى كلامى لك امثلة بسيطة

الكاتب وحيد حامد آثر تشوية المتدين فى السينما المصرية .. تكاد تقريبا لا تشاهد فيلم من تأليفه الا وتجد هجوماً على المتدين .. فبعد خلافاته مع منتصر الزيات " محامى الجماعات الاسلامية الشهير واحد كبار قادتها " قام وحيد حامد بكتابة فيلم طيور الظلام والذى كتب فيه عن شخصية منتصر الزيات فى دور رياض الخولى المحامى الخصوصى للجماعات الاسلامية المتشددة .. ونشبت الخلافات مرة اخرى بين منتصر الزيات ووحيد حامد حتى انتهى المطاف بصلحٍ هادىء .. وعاد مرة اخرى وحيد حامد الى المتدين فى فيلم الارهاب والكباب فهو احمد عقل الرجل المتدين الذى يترك عمله ليصلى طوال الوقت ولا يقوم بمهام عمله ويتشدد فى كل شىء .. حتى فى افلامه القديمة بعض الشىء مثل فيلم كشف المستور الذى فيه عايدة عبد العزيز المتدينة والتى تقيم مكانا للندوات الدينية فى منزلها هى التى تكفر كل الناس وهى التى تأخذ نقود من اشخاص مجهولة من دول خارجية .. وهو صاحب الجملة المشهورة على لسان نبيلة عبيد فى فيلم كشف المستور " الدين دين القلب يا روحى " .. ويتكرر نفس الموال فى فيلمه الجديد " عمارة يعقوبيان " التى كتب له السيناريو والحوار والذى يرسم فيه " محمد امام " فى دور الطالب المقهور المظلوم المنضم الى جماعة ارهابية اسلامية يقول زعيمها انه لا يريدها علمانية وانما نريدها اسلامية .

عادل امام والذى آثر دائما الهجوم على المتدين فى الواقع وفى الاعمال الفنية .. فى فيلمه " كراكون فى الشارع " كان المتدين هو " عدوى غيث " صاحب شركة تبنى مساكن شعبية يعطى لكل ساكن كيس من التمر حتى يأخذ النقود ويهرب خارج البلاد .. وفى فيلم الارهابى جسد عادل امام فكر لينين الرملى عن المتدين وهو الارهابى الغبى الذى يرمى باحكام الكفر على كل الخارجين عن طوعه وهو صاحب الجملة الشهيرة على لسان احمد راتب امير الجماعة فى فيلم الارهابى " مهدورٌ دمه " والتى يقولها وهو يغمس يده فى اللحوم ليكمل طعامه .. وبالطبع خرج عادل امام فى الهجوم على المتدين الى خارج الاعمال الفنية وذلك لهجومه الشديد على المعتزلة ياسمين الخيام وعلى الداعية عمرو خالد وغيرهم .

سعد عرفه .. مخرج بدأ فى الستينات والسبيعينات وكانت له افلام كثيرة لم تخرج من الرقابة نظراً لهجومه الشديد على المتدين او نظراً لتهديدات من جماعات اسلامية متشددة بأنها ستحرق دور العرض التى يعرض فيها افلامه .. وقد كانت البداية بفيلمه " غرباء " وهذا الفيلم احد اهم الاعمال التى منعت والتى لها صدى كبير حيث ظهر فى وقت كان الصراع الدينى بين المجموعات والطوائف الدينية على اشده ولكن لم يخرج الفيلم للنور واحد مشاكل الفيلم ذلك الحوار والنقاش الدينى الذى كان بين الابطال وخصوصا سعاد حسنى وشكرى سرحان" اخوها المتشدد جدا والذى لا يعمل " والفيلم عرض فى عام 1973 وتعرض للجماعات الدينية التى كانت خارجة عن المألوف وقتها والتى كانت مثال للتطرف الدينى ثم عاد سعد عرفه مرة اخرى بفيلمه " الملائكة لا تسكن الارض " والفيلم يقترب كثيرا من فيلمه غرباء وايضا لم يخرج للنوروالفيلم هنا لم يخرج للنور نظرا للكثير من التهديدات التى وصلت للأمن مهددة بحرق صالات العرض التى ستعرض هذا الفيلم .. والمتدين فى هذا الفيلم هو ممدوح عبد العليم الذى علمه والده الصلاة فى الجامع وتعاليم دينه ولكنه عندما اصبح شاباً وجد نفسه منطويا للدرجة التى تجعله يخجل من أن يرى جارته التى يحبها " بوسى " وهى تلبس مايوه البحر على شاطىء الاسكندرية امام كل الناس !!
والقائمة مازالت مكتظة بأسماء افلام وصانعى السينما فى مصر الذين آثروا الهجوم على المتدين ووصفه بأنه منبوذ ومكفر لغيره وفاجر وماجن وقاتل وارهابى ..
سؤال اخير ..
ليه حزن الجميع واتضايق من رسم الغرب لسيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم " وهو رمز الاسلام يحمل قنبلة على رأسه واحنا من نصدر لهم هذا الفكر والشكل اساساً فى اعلام والدراما والسينما العربية ؟؟!

7 تعليقات:

Blogger freedom said...

بالرغم من اختلافى معك فى رايك هذا
إلا أننى لا املك سوى احترام وجهة نظرك
واسلوبك الراقى جدا فى الكتابة
ومعلوماتك الغزيرة والصحيحة
شكرا لأنك عرفتنى على مدونتك
وعلى وعد باللقاء والمناقشة فيما كتبت بإذن الله
............
محسن الزيني
رئيس تحرير علّي صوتك

2:49 PM  
Blogger Tamer said...

الف شكر استاذ محسن على زيارة مدونتى المتواضعة
وكلامك فى حقى كبير للغاية ارجو ان اكون عند حسن ظنه وظنك ان شاء الله

فى انتظار اللقاء ان شاء الله

تحياتى

تامر ,,

6:22 PM  
Blogger maalawady said...

برضه مش فاهم انت عاوز ايه بالظبط

2:43 PM  
Blogger عماد فايد said...

احييك على رؤيتك التى اتفق معها شكلا وموضوعا
لان مثل هؤلاء اذا قاموا بتجسي النماذج المتدينة وذكر محاسنها فالبتاكيد سيتجه الناس الى التدين وبالتالى فتبور تجارتهم الفاسقة و يرجمون ويلعنون وليس من المتصور ان يفعلوا ذلك وهم يروجون للجنس فى افلامهم
ان هؤلاء يحبون ان تشيع الفاحشة بين الذين امنوا
ومع ذلك فاعداد المتدينين تزداد يوما عن يوم واعداد المحجبات تزداد واعداد الفنانات التائبات تزداد
والله متم لنوره ولو كره المشركون
ولا نقول لهم سوى
موتوا بغيظكم

2:44 AM  
Blogger Tamer said...

emad fayed

الف شكر على مرورك
والمسألة ان الواحد يوصل ولو رسالة تفهم الناس ايه اللى بيحصل
وتفهم العالم بره اننا مش زى ما فى السينما ولا مصر كده

تحياتى على مرورك

4:52 AM  
Blogger Tamer said...

شقلوطة ,,

المقال ما هو الا محاولة لرصد واقع فعلى
انا متهيالى فيه لا مع حد ولا ضد حد
انما المشكلة ان وحيد حامد وغيره مقتنعين بالفكر دا .. ولحد دلوقتى لم يظهر ما هو ضدهم على الاقل سواء كتابياً او اخراجياً

وهى دى المشكلة الاكبر
الرأى الاوحد على الساحة رغم ان الكثير معارضه

تحياتى على مرورك مودموزيل

,,

3:07 PM  
Blogger ابن النابلسى said...

كم يسعدنى ان التقى باصحاب الرسالات فى ذالك الزمن التى تضاءلت فيه الهمم فكم انا سعيد و لنا اتصفح ذالك الموقع الهادف و النادر وقد استفدت من كتاباتك الجميله كثيرا فارجو ان تزيدنى من موضوعاتك النادره و الرائعه

11:26 AM  

Post a Comment

<< Home