دعهم يقلقون منامك
(1)
ألم
يستيقظ فجراً .. يصلى .. يرتدى ملابس العمل .. يحمل أدواته .. ويخرج إلى الشارع ليمارس مهنته كعامل للنظافة .. بين الحين والآخر يقابل الزملاء .. دون سلام او تحية يتبادلا إلقاء النكت .. والتحدث فى السياسية دون علمهم بها .. والشكوى من سوء المعيشة .. يرتاح بعض الشىء .. ينتهى من عمله ويعود إلى المنزل .. يخلع ملابس العمل .. ويستكمل الألم ..
(2)
غضب
كل يوم فى العمل يوبخه المدير ويقلل من شأنه أمام الموظفين .. وهو يكظم غيظه ويرد عليه بإبتسامة باهتة ويقول " روق بالك بس يا أستاذ مسعد " .. يعرف أنه لم يعد قادراً على كظم غيظه أكثر من ذلك .. وأنه اليوم سينفجر فى وجه المدير .. يجلس على مقعده .. ينتظر اللحظة الحاسمة .. ومثل كل يوم دخل المدير ووبخه وقلل من شأنه أمام الموظفين .. إستجمع كل قوى غضبه .. وتحرك من مكانه .. فتمخض غضبه إبتسامته الباهتة المعتادة و " روق بالك بس يا أستاذ مسعد " .
(3)
جريدة
مثل كل يوم وفى نفس المكان ونفس الموعد يجلس على نفس الكرسى ليقرأ نفس الجريدة .. نفس إبتسامة الإرتياح التى تُرسم على وجهه عندما ينتهى من تصفح الجريدة .. نفس الشعور الذى يراوده يومياً بأن الوضع فى تقدم مستمر .. يتحرك من مكانه ليمارس رياضة المشى .. يسأله أحد الأصدقاء
- البلد عاملة إيه النهاردة ؟؟- الحمد لله .. الوضع فى تقدم مستمر
يستكمل سيره .. وعند نفس صندوق القمامة .. يتخلص من جريدته .
(4)
طفلة
الطفلة الصغيرة التى تدور فى شوارع المدينة تنقب فى مخلفات المنازل من قمامة بحثاً عن اى شىء تذهب به الى " المعلم حمدى " كى يعطها بعض المال مقابل هذه البقايا .. فلا تصرف منه الكثير وتدخر معظمه حتى يأتى يوم الثلاثاء من كل أسبوع فتذهب الى بائع الجرائد لتشترى أحدى كبرى مجلات الأزياء فترى الفساتين الكلاسيكية وبريق الذهب والماس واعلانات السيارات الفاخرة .. الطفلة التى مازالت تبحث لها عن أب وأم .. اليوم بعد أن ذهبت لبائع الجرائد لتشترى مجلتها المفضلة وتعدو الشارع إصطدمت بإحدى السيارات فماتت وهى تحضن المجلة .
(5)
عازف
عازف على آلة الكمان .. يعزف فى فرقة خلف مطرب يعرف أن صوته أجمل منه بكثير .. وألحانه أرق بكثير من ألحان ذلك المطرب الشاذة .. مازال ينتظر الفرصة .. لا يسعى إليها بل ينتظرها .. يوماً ما قرر إنتزاع الفرصة .. إنتزعها حقاً .. اليوم هو مطرب مشهور خلفه عازف للعود يعرف أن صوته أجمل بكثير من مطرب الفرقة . وألحانه أرق بكثير من ألحان عازف الكمان السابق الشاذة .. مازال ينتظر الفرصة .
تمت
3 تعÙÙÙات:
و الله وعرقت تكتب أخيرا يا عم تامر .. المرة دى طلعت فى الجون لو تستمر كده بقة أبقا مبسوط منك جدا الأسلوب المرة دى جامد و البناء صح وانا مبسوط منك جدا والإستمرار على نفس المنوال هتبقى كاتب كبير ان شاء الله
اول مره اشوف مدونتك
البوست ده بالذات حساس اوى
رائع
maalawady
الف شكر يا كابتن على كلامك
نورت المدونة
نورها تانى ياعم
,,
saso
ميرسى بكو مودموزيل على المرور
ونورتى المدونة طبعا
والحمد لله ان كلماتى لمست شىء جميل
تحياتى ,,
Post a Comment
<< Home